السيرة الذاتية
قصة الفنانة ملكة في الإبادة :
خيمتي هي التي احتضنتني لإنتاج
لوحاتي هذه فهي عبارة عن صرخة لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة في غزة .
سأجعل من خيمتي وخيام الجيران والمستشفيات
المحروقة والمدارس المهدومة والمساجد
الممسوحة والشوارع والحارات التائهة ،جميعها ستكون معي، لتشكل معي ،رموز تعزف
سيمفونية اللقاء لتعود تتشكل من جديد
وإن عدم توفر الادوات والخامات للرسم
اليدوي دفعني لأكرس كل جهدي للرسم الرقمي فحياة التشرد والنزوح المتكرر
والمفاجىءوانقطاع الكهرباء وقلة الانترنت لن يكون عائق أمامي..
ها أنا لن أستسلم و قاومت لأنهض من
جديد بعدما فقدت اللابتوب واسكتشاتي
وتصميماتي التي باتت ترقد تحت ركام البيت.سأحارب جميع العقبات وستكون جسور أصعد
عليها سأعود إلى مقاعد الدراسة في الجامعة وأنهي دراستي وأتخرج من التخصص الذي أحب
رغم أنه تم هدمها وقتل الكثير من الكادر التعليمي ولكن سيزول هذا الكابوس .
بدأت رحلة العذاب حين أبلغنا
الاحتلال بإخلاء جميع السكان من بيوتهم
في المنطقة والتي يقع بيتنا من ضمنها .
هربنا بسرعة من بيتنا الآمن هذا البيت الذي يحمل ثروتنا لم نستطيع أخذ أشيائنا
الغالية اللوحات الفنية والكتب القيمة والشهادات و ميراث الأجداد.
خرجنا تلاحقنا القذائف والصواريخ
مشردين، إما أن تجدنا نبحث عن مكان آمن، لعله يكون بين ركام البيوت أو على الأرصفة
أو في مدرسة أو في مستشفى لا نشاهد إلا القصف والدمار والنار ورائحة الموت
والأشلاء ،تنتشرفي كل مكان نبحث عن شربه ماء أو لقمة طعام عشنا في بيتنا أعزاء ،والآن
نعيش الذل والقهر كنا أصحاب يد عليا نقدم المساعدة للجميع، والآن نحن عاجزون عن
مساعدة أنفسنا حتى وصل بنا الحال أن أكلنا طعام الحيوانات والطيور لا مأكل
ولا مشرب ولا مأوى ولا ملبس يحمينا من برد الشتاء عشنا ما لم تتخيل كوابيسك أن
تصوره لك.
أذكر أننا كنا نأكل في اليوم الواحد
وجبة واحدة ولكن لا تشبعنا هذه الوجبة فهي
قليلة حيث كان لدينا
قطة وعصفور كنا دوما نتقاسم الطعام معهما ولكن قلبي يعتصر ألما وحرقة من ذلك المنظرالذي
آلمني كثيراً رؤيتي للقطط والكلاب الجائعة
والطيور جميعها تعذبت وهي تبحث عن قوت يومها ولم تجده ماتت جميعها .
حيث الجوع ينهش أجسادنا والمرض يفتك بنا والإكتئاب
يلف حباله حول أعناقنا أصبحنا اليوم نعيش في خيمة
إن شعور الألم الذي يتدفق بين قلبي وشرياني عندما أتذكر انني نجوت من موت محقق
حيث أنني خرجت من بين الركام ورأيت الجثث
والدمار من حولي فالتهبت مشاعري حيث الإبادة الجماعية ما زالت اسمع صوت التكبيرات من
الناس وهم تحت الأنقاض وتحت الركام وهم يستنجدون ويصرخون أصواتهم تلاحقني في كل
لحظة اعرف أنني عاجزة عن مساعدة حتى نفسي هم كانوا أحياء والجميع يحفر ويبذل كل
جهد حتى يستطيع إخراجهم ،ولكن فات الوقت، وانقطعت الأنفاس وخرجت الروح لله الواحد
الأحد. أنهم كانوا في الأسفل في الطبقات الاولى والبيت كان عبارة عن خمسة طبقات،
أصبحت بيوتهم هي مقابرهم، ذهبنا لنرش الماء والزهور على تلك البيوت أقصد المقابرهم أحبابي وأقاربي ما زالوا هناك.
فكل لوحة لها قصة من النزوح وجدت
نفسي الضعيفة المنكسرة ملتصقة في هذه الأحداث يكاد قلبي ينفطر وتخور قوايا هذا قلمي الذي ارسم به هو الذي يخفف عني القليل
من الألم والحسرة فجعلت من لوحاتي رسالة لتترجم واقعنا المرير فأصبحت لوحاتي
وكأنها تشحن همتي وتزيد ومن عزيمتي وإصراري.
لوحاتي كلها من قلب الحدث فلوحة صرخة الموت عندما ذهبت للمستشفى ورأيت تلك الام التي تصرخ لتودع اطفالها وهي نفسها تصرخ لانقاذ من تبقى على قيد الحياة
حيث الخيمة المصنوعة من الخشب
والنايلون الذي تمزق من كثرة النزوح المستمر حيث عدم الاستقرار في مكان انه تحدي لاكمال لوحاتي الخيمة حار جدا في الصيف
اما عن المطر الذي لم يفكر به أحد في هذا العالم كيف
كنت أدعو دوماً بأن تمطر السماء، اصبحت أرتجيها ، أصلي وأرجوها كي لا تفعل بضع
سويعات كي لا نغرق ونحن نيام فالخيمة شديدة البرودة في الشتاء تكاد قدامي تتجمد من
شدة البرودة فلا يوجد أغطية كافية ولا حتى ملابس لتقينىي من البرد.
يأتي علينا صيف شتاء ربيع خريف وصيف
آخر ونحن نعاني من قلة الملابس حتى الأحذية .
بعد نهار متعب وليل طويل مليء بضجيج صوت الزنانات أي طائرات الاستطلاع .
إذ بصوت انفجار يهز المكان أنها
صرخات الجيران انتفضت من المكان الأشلاء من حولي إصابات في كل مكان شهداء
مصاصة الحلوى ملطخة بالدماء اخترقت
نافذة شباك الغرفة التي أنام فيها والتطمت على الأرض لتعلن أن ذلك الطفل فارق الحياة وجميع أسرته الا أخته التي
تبلغ من العمر إحدى عشر عام .
اشتد الجوع والقصف والدمار لتبدأ
رحلة النزوح عبر الممر الذي يسموه الآمن إنه ممر الموت مشينا طويلاً لمدة أكثر من أربعة
ساعات وقت الظهيرة مشينا والتعب ينهك أجسادنا والجوع يفتك معدتنا كنا نتمنى لو
شربة ماء .الجنود من كلا الجانبين مدججين بالسلاح الدبابات الجرافات حتى الأشلاء
لقد داست قدمي على شيء غريب فنظرت للاسفل فإذا به انسان فلم تنته رحلة العذاب
بدأنا من نزوح لنزوح من مكان لمكان نبحث عن الأمن فلا نجده حتى الاماكن التي حددها
الاحتلال بأنها آمنة يرتكب بها ابشع المجازر .
تعليقات
إرسال تعليق